عند سكنى المدينة من رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابة الطاهرين، انتشر المرض بين الصحابة الكرام بل انتشر في شتى أرجاء المدينة فشكت عائشة رضي الله عنها مرض أبيها والصحابة لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعى رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا لمكة بل أشد حبا،ثم دعى الله تبارك وتعالى أن يذهب المرض فأزاله الله جل وعلا.

فوالله رأيت أثر هذا الدعاء ومازلت أراه وأحسه، كلما زرت المدينة المنورة ، فحبها يفوق كل حب فهي تنبض في الخافق أي نبض.


تزاح كل الهموم من على الصدور وتنشرح ، وترى الحياة بسيطة بلا عقد ، تريد أن تعيشها ببساطتها وعفويتها بلا تكلف ولا تصنع، كم أحببتك يامدينة رسول الله وكم سأحبك ... ففيك مولد عزنا ومنك نبض نور ديننا

ومنك انطلقت انتصاراتنا التي لم تذق فيها الأمة خزي وعار،كم من آيات تتلى نزلت بك.. وكم من موعظة انطلقت من منابرك.. انتشر بك المرض فصلدتِ وتكالبت عليك الفتن فمُنِعتِ

وتآزر عليك الأعاجم واليهود والمشركين فانتصرتِ ، فكيف لا أحبك وقد احتوى ترابك نور العالمين وهدى الضالين

نبينا رسول الرحمة وإمام المرسلين، وضمت أرضك أشرف الخلق من بعده صحابته الكرام الذين اتبعوه في ساعة العسرة وقد كذبه الناس وأيدوه وقد تخلت عنه الأمه بأسرها ، وفيها حجرات أمهات المؤمنين الطاهرات معلمات نساء الأمة الفضيلة والحياء، ومربيات الأجيال على الخلق والعفة، فلله درك من بقعة مباركة فلله درك من بقعة تعصم يوم الفتن ويوم المسيح الدجال حين يأتي بالفتنة فيقف عندك ولايجرؤ على دخولك فتأوين المؤمنين أهل التقوى فتهتز يومئذ ويخرج كل من يسكنك من منافق وفاجر وتعصمين من الفتنة. ليت سكناي بك وأرضك تضمني وسماؤك تظلني

وقباء مصلاي والحرم جاري. فطبتِ يا طيبة ، وطاب المقام بك.

القطرة الثانية * بين هجرتين:-

شتان بين من شد رحله وأوثقها ليهاجر ابتغاء وجه ربه الأعلى وحده ، لعبادته والتوسل اليه والتبتل والإبتهال إليه

وطلب الرحمة والمغفرة منه في جوار الحرم المكي أو المدني ومن يهاجر للقبور ويتمسح بها ويتبرك بها ويولول عليها ويطوف بها ونسي أن الله خالق البشر ومحييهم ومميتهم !